المجلس الاستشاري بين من يطئون الجمر ومن يطعنون في الظهر
بقلم/✍محمود مجدي موسى الجدي( كاربينو)
في البدء نترحم على أرواح الشهداء الذين خضبوا بدمائهم الطاهرة والعزيزة تراب هذا الوطن ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والثبات ، وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين الذين دفعوا من أطرافهم ومن أجسادهم ضريبة لهذا التغيير ، ونسأل الله أن يرد غربة المفقودين ويفرج عن المأسورين الذين يقبعون في زنازين الطغاة ، ومن بعد التحية والتحيات لكل الأشاوس في كل المحاور والمحطات والإرتكازات التحية لهم وهم يحملون البنادق والأقلام يقاتلون جيوش الظلام ببنادقهم وبأقلامهم يخططون ويرسمون لسودان طالما حلمنا به ثم أما وقبل أن ندلف إلى ما نريد حري بنا أن نحق الحق لأهله ومن هنا نرسل صوت شكرنا لكافة الجند المجهولين أعضاء المجلس الإستشاري للسيد قائد قوات الدعم السريع الذين ما فتئوا يقدمون الغالي والنفيث في سبيل هذه القضية العادلة دون شك أو ريبة فهم لم يألوا جهداً ولم يدخروا وقتاً فقد سخروا كل ما يملكوا وقدموا فوق ما يستطيعوا ، والآن فلندلف رويداً رويداً عل أحرفنا هذي تفك ثبر أغوار وتخرج أشواك طالما وطئتها الأقدام في مسيرة النضال هذه ، ما نقوله في قادم السطور ليس دفاعاً عن أحد بقدر ما هو إحقاق للحق والحق أحق أن يتبع كلنا يعلم أن حرب الخامس عشر من أبريل أفرزت واقعاً مغايراً فقد تغيرت الموازين وتقلبت بين عشية وضحاها فمنذ الطلقة الأولى بعد أن إنفض السامر والأنيس خلع ثلة قليلة من المستشارين بدلهم الأنيقة ولبسوا الكاكي وحملوا البنادق فقد إنتهى حُلوها وحان وقت تجرع المر وما يحسب لهم أنهم لم يعافوا الكأس بل تجرعوه كاملاً في ميادين القتال في أزقة السوق العربي الضيقة وفي حرب المدن كانوا جنب إلى جنب جنوداً وضباطاً ومستشارين وقادة ،كانوا نعم الرفاق ونعم الجنود ونعم الأهل والعشيرة فقد إنتهت المسميات وإنصاعوا جميعاً للتعليمات قابضين على الزناد في خطوط التماس هناك حيث تتساوى قيمتي الموت والحياة ، كانوا جنوداً شرسين واجهوا الموت دون مهابة وقاتلوا ملء ما فيهم من ثبات دفنوا رفاقاً لهم وأشقاء ولم يقعدوا لينصبوا سرادق العزاء فلا عزاء لهم مالم تنتهي هذه الحرب .*
بعدها إنقشع قليلاً غبار المعركة وبدأ الجميع بتنفيذ توجيهات القائد بأن يعود المستشارين إلى مواقعهم المعهودة خلف أدراج المكاتب يضعون الخطط ويرسمون المستقبل وقد كان فقد إنبرى المجلس الإستشاري برئاسة الدكتور حذيفة أبونوبة لجمع شعث المستشارين ولملمة شتاتهم تفقدوا بعضهم البعض من فر لحظة الشدة عُرف ، لتبدأ بعدها رحلة التأسيس منذ اللبنة الأولى يداً بيد وجهد بجهد حتى أضحى الخراب صرحاً والصرح قلعة حصينة ورأينا بأم أعيننا جميعاً كيف كان جهدهم كل هذا والطيران من فوقهم ودوي المدافع والرصاص وشلالات من الدماء الطاهرة ، عملوا ليل نهار دون كلل أو ملل دون أدنى مقومات كانوا كالنحل في النشاط والجماعية ، وحتى نكون أكثر إنصافاً فإن المجلس الإستشاري وأعضائه بشر عاديين غير منزهين عن الأخطاء والعثرات فهنا وهناك كانت هناك هنات وأنات فأحيانا كانوا وكنا نطأ الجمر وأحياناً الأشواك ، لم يكن الوضع جيداً ولم يكن الطريق معبداً وسالكاً كنا وكانوا يحضرون إلى المجلس ببنادقهم إلى أن تم بعث الروح من جديد في جسد أنهكته الحرب وبعدها تم إكمال الهياكل بما هو متاح ، ثم دارت العجلة فكما تقدموا الصفوف قدموا المبادرات والحلول فقد أقام المجلس الإستشاري العديد من الدورات في وضع أقل ما يقال عنه إستثنائي وتشهد على ذلك بدرونات عدة تم عمل العديد من الدورات منها القانونية والندوات السياسية والملتقيات الفكرية وورش جمعت من هم في الداخل والخارج وتم مناقشة الكثير من الأوراق لسنا هنا لحصرها ولكن لوضع خطوط عريضه ويعرف جميع من كانوا هناك التفاصيل ، ثم قام المجلس بتفريخ جسم سياسي إلى أن تبلور في تحالف ( قمم ) وبلغ ذروته بتحالف تأسيس كما قام المجلس بتشكيل إدارات مدنية بأدنى المقومات فوالله إننا لنشهد أن البعض منهم طوال فترة تواجده كان يأتي راجلاً ويروح راجلاً فقد كانوا نعم الرجال ، وما يؤسفنا حقاً أن البعض بدأ بتوجيه سهام تطعن في ظهر المجلس لا نقول صوت نقد لأن النقد تصحبه رؤى وحلول فبعض الرماة لا يرمون لشيء سوى شيء في نفس يعقوب ، لا نعني بذلك أن المجلس به من الأخطاء مابه لكنه وزر نحتمله كلنا وخطأ يجب معالجته لم نقصد الإطالة ولكنها رسالة حق فعلى من يغردون خارج السرب أن يعودوا إلى رشدهم وأن لا يشقوا عصا الجماعة فما هكذا يُهدم البناء ففي هذه الفترة نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة وأن نكون على قلب رجل واحد فالمرحلة تاريخية تحتاج إلى الجميع .
الثلاثاء:-الموافق 2025/4/22م