د. حذيفة أبونوبة.. حين يكون الموقف هو البرنامج
في خضم تشظي المواقف الوطنية، وتبدّل الولاءات، وتهاوي الرموز، برز اسم الدكتور حذيفة أبونوبة كأحد الأصوات القليلة التي لا تطلب الضوء، بل تفرض حضورها عبر الميدان لا المنصة، وعبر الموقف لا المنصب. هو ليس سياسيًا تقليديًا، ولا ممن يزخرفون اللغة لمغازلة الجمهور، بل أقرب لأن يكون نتاج معادلة نادرة في المشهد السوداني: “الميدان + الرؤية = المصداقية”.
مَنْ هو د. حذيفة؟
رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، ومستشار فني، وصوت حاضر في لحظات الحسم. لم يكن من أولئك الذين يتوارون خلف البيانات أو التصريحات الملساء، بل اختار أن يكون في قلب المعادلة، وفي عمق اللحظة السودانية.
لكن أهم ما يميزه أنه لا يُختزل في موقع وظيفي، بل يعبّر عن مشروع وطني يتجاوز الاصطفافات، ويراهن على إعادة تعريف العلاقة بين المدني والعسكري، بمنطق المصالح الوطنية لا بمنطق التبعية أو الاملاءات.
أبرز ملامح شخصيته العامة:
ثبات في المواقف، لا يتغير حسب اتجاه الرياح.
وضوح في الرؤية، حتى في أكثر القضايا الشائكة.
نقد للمؤسسات من الداخل، دون أن يتحول إلى عداء أو تهريج.
حضور دائم في القضايا الوطنية، صوته مع الوطن، لا مع جهة.
إيمان عميق بأن التغيير لا يصنعه التردد أو التسويات، بل المواقف الصلبة.
إنجازاته داخل منظومة الدعم السريع:
تطوير الرؤية المدنية داخل المؤسسة العسكرية، ودفعها نحو الانفتاح على القيم الدستورية.
صياغة خطاب سياسي معتدل، يعكس نضجًا وفهمًا لتعقيدات المرحلة.
تمثيل المشروع داخل المحافل الإعلامية والمدنية، بنبرة تجمع بين الانحياز للمصلحة الوطنية والاحترام للتنوع السوداني.
بناء علاقات تنسيقية متينة مع قوى سياسية ومجتمعية فاعلة، بعيدًا عن منطق العزل أو الهيمنة.
لماذا حذيفة مرشح محتمل لمستقبل السودان؟
لأن البلاد لا تحتاج إلى من خرجوا من قاعات التنظير، بل إلى من خرجوا من قلب الأزمات، ووقفوا على خطوط النار لا على مسارح الخطابة. السودان في أمسّ الحاجة إلى من يدفع ضريبة الموقف لا من يجني أرباح الصمت، ومن يخاطب الشعب بلغة الواقع لا بلغة المذكرات السياسية الجوفاء.
الدكتور حذيفة هو انعكاس لتحول في التفكير السياسي: من الفردانية إلى المشروع، ومن المحاصصة إلى الانحياز للوعي. وجود اسمه في أي قائمة ترشيحات وطنية ليس مفاجأة، بل تجاهله سيكون خطيئة في حق مستقبل السودان.
الخاتمة:
في زمن يكثر فيه التلون والانتهازية، تظل شخصية د. حذيفة أبونوبة بمثابة إشعار أخلاقي بأن السودان ما زال يملك رموزًا تقف حيث يجب، وتدفع ثمن مواقفها دون وجل، وتملك من الرؤية ما يؤهلها لتكون جزءًا من مشروع بناء الدولة، لا مجرد ضيوف على طاولات التفاوض.
#جلبا