العلمانية وثقافة الشعب السوداني:-
✍️ أ.بدر الدين شاشيبا
ليس هناك شك في أن الحركة الأرهابية الإسلامية في السودان قد أثرت بشكل كبير وأساسي على تفكير معظم الشعب السوداني، لكونها تسبب له الزعر والخوف من العلمانية وفي المقابل كان عاجزآ عن إدراك ومعرفة المعنى الحقيقي للعلمانية و في نفس الوقت كان متأثرآ بنتائجها بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان الخوف هو الصديق والرفيق لمعظم السودانيين وخاصة رجال الدين، وأن فترة حكم الحركة الأرهابية الإسلامية في السودان شبيه بفترة حرب الثلاثين عامآ في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت والتي أدت لمقتل أكثر من ثمانية مليون شخص من سكان أوروبا أنذاك مما جعل المفكرين يبحثون عن طريق للتخلص من الحروب وفصل السلطة السياسية عن المؤسسة الدينية ولقد وجدوا العلمانية Secularism حلآ لذلك وعرفوها بأنها فكر وكسب بشري ملتزم بمعالم وثقافة الشعوب وليس فكرآ مجردآ أو هوي معربدآ فالعلمانية تعني فصل السلطة السياسية والحكومة ومؤسستها عن السلطة الدينية أي تحفظ للدين قدسيته من الإستقلال السياسي الذي يفرغه من محتواه القيمي والأخلاقي ويبتزله في سوق الكسب والتجارة والمزايدات، وأن أدات العلمانية مرهونة بثقافة الشعوب كل شعب دولة يطورها لتناسب ثقافته وهي ليست فكرآ جامدآ بل هي قابلة للتحديث والتكييف حسب ظروف الدولة، وليس العلمانية تجاوزآ للدين ولا خروجآ عليه ولكنها إستجابة لحاجات الشعوب في عصر متجدد وظروف حادثة، وإذا ضربنا مثلآ فيمكننا أن نأخذ الولايات المتحدة الأمريكية مثالآ.
ومن خلال ما تقدم نستطيع القول بأن العلمانية في السودان تتماشى مع ثقافة الشعب السوداني الشرفاء الأماجد ولا تتعارض معها وتكفل الحق لكافة السودانيين.
منصة خروج
سودان قديم يتحطم وسودان جديد يتقدم
سودان أرهابي يتحطم وسودان علماني يتقدم