العبور الكبير: د. حذيفة أبونوبة، رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يُشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة(1———–5
شرق دارفور: جمعة حراز
العبور الكبير: د. حذيفة أبونوبة، رئيس المجلس الأعلى لمستشاري القائد يُشعل مشروع الدولة المدنية من قلب مناطق السيطرة(1———–5)
شرق دارفور: جمعة حراز
في لحظة سياسية فارقة من عمر الوطن الجريح، وبين ركام المعاناة وتطلعات الشعوب نحو مستقبل أكثر عدلًا واستقرارًا، جاءت زيارة الدكتور حذيفة أبونوبة، رئيس المجلس الأعلى لمستشاري قائد قوات الدعم السريع والمشرف العام على الإدارات المدنية بمناطق سيطرة الدعم السريع، إلى ولاية شرق دارفور – مدينة الضعين، لتشكل منعطفًا معنويًا وعمليًا في مسار بناء السلطة المدنية وبسط سيادة القانون في تلك المناطق.
لم تكن الزيارة مجرد بروتوكول رسمي أو طواف عابر في جغرافيا الصراع، بل كانت بمثابة رحلة عبور كبيرة في جسد وطن يحاول أن يُلملم شتاته وينهض من رماده. ففي الضعين، قلب ولاية شرق دارفور، التقى الدكتور أبونوبة بقيادات الإدارات المدنية والسلطات التشريعية ولجنة أمن الولاية، واستمع إلى تقارير الأداء وتحديات المرحلة، مؤكدًا أن مشروع الدولة المدنية هو أولوية وطنية لا تقبل التأجيل.
اللقاء الذي جمع الدكتور أبونوبة بقيادات الإدارات المدنية لم يكن لقاءً شكليًا، بل منصة حقيقية للتفاكر والتخطيط، حيث طُرحت فيه القضايا الجوهرية المتعلقة بترسيخ حكم القانون، وتفعيل المؤسسات العدلية، وتوسيع صلاحيات السلطات المدنية بما يعزز من دورها في حفظ الأمن وتقديم الخدمات وبناء الثقة المجتمعية.
أكد الدكتور حذيفة أن الإدارة المدنية ليست رديفًا مؤقتًا للواقع الأمني، بل هي اللبنة الأولى في مشروع السودان الجديد، القائم على التوازن بين الإرادة الشعبية والحماية العسكرية الرشيدة.
من أهم الرسائل التي حملتها هذه الزيارة التأكيد على أن الديمقراطية التوافقية هي الركيزة الأساسية لبناء دولة مدنية مستقرة. فقد شدد الدكتور حذيفة أبونوبة على أن مشروع السلطة المدنية لا يُبنى بالغلبة أو الإقصاء، وإنما بالتشاور والتفاهم، واحترام تنوع المكونات والمصالح المحلية.
وأوضح أن الديمقراطية التوافقية ليست فقط أداة سياسية، بل ثقافة وطنية وممارسة شاملة، قادرة على إدارة التنوع، وتوزيع السلطة بعدالة، وتحقيق الاستقرار من خلال إشراك الجميع في اتخاذ القرار. وهذه الرؤية هي ما يمنح مشروع الدولة المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع بعده الوطني الحقيقي وضمانة استمراريته.
من أبرز ما أثمرته هذه الزيارة الميدانية لمدينة الضعين وعديلة ….
،ترسيخ الدور السيادي للإدارات المدنية وتأكيد أهميتها في قيادة التحول السياسي.
تعزيز روح الانسجام بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية داخل منظومة السلطة المحلية.
توسيع دائرة التشاور بين القيادة المركزية والمجتمع المحلي من خلال الاستماع المباشر لصوت المواطنين عبر ممثليهم.
إشعال الأمل في نفوس الأهالي بأن مشروع الدولة المدنية واقع قادم، لا حلم مؤجل…
إن هذه الزيارة، التي تمت في ظل تعقيدات سياسية وأمنية بالغة، أكدت على وعي القيادة الاستشارية لقوات الدعم السريع بأن العبور إلى الدولة المدنية لا يتم إلا عبر المؤسسات، والمجتمعات، والنقاش الهادف، وليس عبر القوة المجردة أو الخطاب السياسي المنفصل عن واقع الناس.
الدكتور حذيفة أبونوبة أعاد من خلال هذه الجولة توجيه البوصلة نحو أولويات البناء الوطني، واضعًا نصب عينيه أن السودان الجديد يجب أن يُبنى على أسس متينة من العدالة، والمشاركة، والشفافية والديمقراطية التوافقية.