15 أبريل  (حرب الخلاص من لظي الفساد)

د/ بخيت مريسيل 

33

 

15 أبريل  (حرب الخلاص من لظي الفساد)

د/ بخيت مريسيل

وقعت حرب 15ابريل بين قوة حديثة تنشد التغيير وتنادي بالديمقراطية كآلية لتداول السلطة والحكم وتبحث عن العدالة والتساوي بين الشعوب في أمور حياتهم واحتيجاتهم الدائمة وذلك عبر دستور دائم يلبي كل احتياجات و طموحات الشعب السوداني بل حتي علي صعيد الجوار المحلي والاقليمي باعتبار استقرار النظام في بلد ما سينعكس ايجاباً علي محيطه، ،،، لكن قوة الردة والظلام تمترست من أجل الحفاظ علي عرشها وميراثها الذي يعود لبداية استقلال السودان وخروج المستمر الأجنبي .

فاستقلال السودان لم يكن قولاً وفعلاً ومضموناً بل كان شكلاً مادياً فقط ، عندما خرج المستعمر وبدأت سودنة الوظائف المدنية السودانية لم تكن السودنة علي أساس العدالة المناطقية الجغرافية والكثافة السكانية بل تم تمليك الوظائف لفئة محدده تسكن على نطاق جغرافي محدد ومن حينها استطاعت تلك الفئة التحكم في الشأن السوداني العام وبدأت وتيرة الظلم في التماهي،هذا الظلم المتواتر والمتكرر أفرز غبناً بين أبناء الهامش تجاه المركز وانتج اول تمرد علي الحكومة عام 1955 وهو تمرد أبناء جنوب السودان بمنطقة الاستوائية “توريت” ثم أعقبه تمرد مايعرف بالأنانيا تو في عام 1978 بأعالي النيل بجنوب السودان وتعتبر حركة الأنانيا هي البداية الفعليه لتأسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الزعيم جون قرنق .

ورغم ذلك لم يعر المركز لمطالب أبناء جنوب السودان المشروعة  اهتماماً مما زاد من رقعة دائرة الصراع فتحولت إلى حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد جنوبه وشماله فكانت النتيجة انفصال الجنوب عن الشمال .

وفي خضم هذا الصراع الجنوب سوداني والاتفاقيات التي ابرمت في اطار الحل والتوافق التي هي الاخرى غير الناجحه لم تستوعب الحكومة السودانية طبيعة تمرد وتتفكيرابناء الهامش، فازدادت وتوسعت رقعة التمرد الي دارفور ،فتم انشاء حركة العدل والمساواة بزعامة خليل ابراهيم ابن الحركة الإسلامية الذي كفر بمبادئها الاقصائية الظالمة، وايضا حركة جيش تحرير السودان بقيادة الزعيم عبدالواحد محمد نور في عام 2003، واستمر الظلم والتهميش واستمرت معه رقعة التمرد في شرق السودان بقياد “جبهة شرق السودان ” وكذلك تمرد جبال النوبة والنيل الازرق ،وكل حركات التمرد والفصائل والاحزاب السياسية المناهضة لحكم المركز لم تعطها الحكومه اهتماماً  وظلت تسوف تلك القضايا وتسكنها باتفاقيات مؤفته ،

ثم توالت الثورات النضالية الي ان جاءت ثورة ديسمبر المجيد 2018 والتي اصطف حولها جميع الحركات والاحزاب والفصائل باستثناء تنظيم الاخوان المسلمين والموتمر الوطني،

واسقطت هذه الثورة نظام الإنقاذ الأخواني وبدأت في إصلاح ما اتلفه الدهر الكيزاني وتم انشاء اليآت لازالة التمكين ومن ثم التفرغ لعمل دستور دائم بعد الفترة الانتقالية المتفق عليها ولكن قوة الردة والظلام تمسكت بماضيها النتن ومن هناء جاءت المعجزة ان اصطفت قوات الدعم السريع لخيار وصوت الشعب المنادي بالديمقراطية وارجاع السلطة للشعب،

 

ونكايةٌ بالشعب والدعم السريع قام الاخوان المسلمون باشعال حرب 15 أبريل 2023 التي اخطأوا في تقديرات حسمها لصالهم خلال ساعات تم أسابيع ثم شهور ثم 100عام .

فحرب 2023 هي الأشهر والأقوي في تاريخ حروب السودان الداخليةفي مناهضة هيمنة النخب المركزية ولوبي دولة 56 وستكون الأنجح والمخلص للشعب السوداني من سلاسل وقيود الهيمنة ولظي الفساد التاريخي باعتبار ان شعار ثورة الدعم السريع المسنودة بالشعب السوداني هو تحقيق الديمقراطية في ابهي صورها، بالإضافة لأنها ثورة ذات وعي واداراك جمعي شبابي ثورة قائدها الأعلي وجنوده لا يتجاوز أعمارهم الثلاثين والعشرين لم يتذوقوا طعماً للحياة خلال حكم الإنقاذ وبالتالي فهم مصممون علي إزالة نظام الكيزان الي الأبد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.