⭕️في معركة النفس الطويل: الانتصار يبدأ بالتنظيم
د. حذيفة أبونوبة
رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدّعم السريع.
إنّ المعركة التي تخوضها قوات الدعم السريع اليوم، هي معركة أخلاقية، قبل أن تكون معركة عسكرية أو سياسية، نظراً لتطرف العدو وبطشه بالشّعوب السودانية، وخيانته التاريخية المتكررة لكافة العهود والمواثيق، وسعيه المستمر لاخضاع المختلفين معه عبر قوة السّلاح، لا قوة الحجة والمنطق. المحفز الأساسي لقواتنا للاستمرار في هذه المعركة إلى نهايتها وكسبها بصورة حاسمة، هو امتلاكنا للمصوغ الأخلاقي، الذي يمنحنا الحق الأصيل في الدفاع عن أنفسِنا ومجتمعاتنا، ثم الحق في بناء دولة تعبر عنا وعن تطلعات الشعب السوداني.
الانتصارات الكبيرة والحاسمة، التي حققتها قوات الدعم السريع، في محاور كردفان الكبرى، تمثل انطلاقة جديدة في سجل الأشاوس، الحافل بالبسالات والبطولات، وهي كذلك مواصلة مهمة للمسير الحافل في درب الحرية الذي خطّه أبطالنا بالدِّماء، منذ صباح الخامس عشر من أبريل، جاءت الانتصارات لتعزيز رحلتنا المستمرة والظافرة من أجل وأد الإرهاب وإنهاء الطّغيان والاستبداد، وهزيمة وإزالة نظام العنصرية والكراهية من جميع أرجاء السودان.
إن هزيمة وسحق متحركات الاسلاميين ومرتزقة الحركات في كردفان، يشكل ضربة قوية للحركة الاسلامية، ومليشياتها المتطرفة، وهو مؤشر بأن سلطة البرهان في بورتسودان باتت في أضعف حالاتها. فهذا الانتصار يمثل نقطة تحول فارقة في مسار الحرب، إذا ما تم استثماره بصورة جيدة، عبر المزيد من التنظيم والترتيب للقوات، وتدريب الكوادر والأفراد ورفع مستوياتهم الفنية والتكتيكية، ووضع رؤية واضحة لتنسيق جهود جميع قوات تحالف تأسيس، لزيادة فعاليتها في ميدان المعركة، لوأد نظام الإخوان من جذوره.
لقد أكدت قوات الدعم السريع بهذه الانتصارات والملاحم، قدرتها وعزيمتها على إجتثاث القتلة والإرهابيين، وأعادت الثقة للشعب السوداني في عزمها الأكيد على التخلص من طغيان الاسلاميين ونظامهم الوحشي، الذي امتهن الاستبداد وقمع الشعوب، لقد حقق طوفان كردفان كافة أغراضه، بكسره لشوكة متحركات الفلول والمرتزقة، وإحياء الزخم الثوري والنضالي وسط القواعد وفي نفوس جميع السودانيين الأحرار.
يجب المحافظة على هذا الزّٓخم وتوظيفه التوظيف السليم، بنشر الوعي بين المجتمعات، وتعزيز وخلق تحالفات قوية مع القوى المدنية والأهلية، وزيادة حملات التعبئة العامة نحو ميادين القتال، وتوحيد الخطاب السياسي والحربي، ومواجهة الإعلام الكاذب والمضاد، وفضح مخططات محور الشر وانتهاكاته المستمرة، ضد أبناء الهامش، وتجنب الصراعات الداخلية التي تؤثر على مسار المعركة، وفوق كل ذلك ضرورة التطوير والتنظيم والبناء المستمر للمنظومة العسكرية وتحديث قيمها، والعمل باستمرار لانتاج خطاب سياسي مواكب لمطلوبات المرحلة وضروراتها، والنصر حليفنا.