تقرير :المكتب الصحفي حول لقاء قبيلة التعايشة مع المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع
فرانيس نيوز
تقرير :المكتب الصحفي
حول لقاء قبيلة التعايشة مع المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع
نيالا: فرانيس نيوز
استقبل رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، الدكتور حذيفة عبدالله مصطفى أبو نوبة، وفداً كريماً من قبيلة التعايشة، يتقدمه الأستاذ الشيخ جمعة عبدالكريم، وكيل ناظر التعايشة وممثل نظارة القبيلة، حيث رحب الدكتور بالوفد ترحيباً حاراً ، مشيداً بما تمثله قبيلة التعايشة من تاريخ ناصع في ميادين الشرف الوطني، والنضال الاجتماعي، والتضحيات من أجل بناء السودان الحر.
وفي مداخلته أكد الشيخ جمعة عبدالكريم على الحضور التاريخي الطليعي للتعايشة في تاريخ السودان القديم والحديث، مشدداً على أن المواقف الوطنية للقبيلة ليست طارئة، بل نابعة من وعيها العميق بقضايا العدالة والانتماء لتراب الوطن.
ومن جانبه تحدث الأستاذ محمد حسن عضو الوفد، مؤكداً إيمانهم التام بمشروع قوات الدعم السريع، الذي أحدث تحولاً ضخماً في الوعي السياسي والاجتماعي داخل السودان، خاصة أنه أعاد تعريف مفاهيم المركز والهامش من خلال وقوفه مع المواطن العادي ضد قهر النخب.
كما تحدث الأستاذ عبدالرزاق انقابو أحمد، مبيناً أن هذا اللقاء لحظة تاريخية تستوجب الحضور والتأمل، في ظل انهيار السودان بسبب فشل الأنظمة المتعاقبة، نتيجة إدمان النخبة المركزية لإقصاء بقية شعوب السودان.
وفي كلمته الترحيبية أشاد المستشار عبدالله حماد جبارة بتاريخ قبيلة التعايشة وسرد مواقف مشهودة لها في دعم مسار الدولة السودانية، مشيراً إلى أن السودان في عهد الخليفة عبدالله التعايشي عرف أول انفتاح وطني شامل، إلا أن المؤامرات التي حيكت ضده من قبل النخبة المركزية قضت على كل مكتسبات تلك المرحلة، وتم تزييف التاريخ لصالح من لا يملكون الإرث ولا الشرف النضالي.
وفي ختام اللقاء خاطب الدكتور حذيفة عبدالله مصطفى أبو نوبة، رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، وفد قبيلة التعايشة بكلمة ضافية قال فيها ، إننا اليوم لا نستقبل وفداً عادياً ، بل نستقبل جزءً أصيلاً من ذاكرة السودان، ومكوناً حقيقياً في معادلة النضال التاريخي ، إن قبيلة التعايشة لم تكن في يوم من الأيام على هامش المعركة الوطنية، بل كانت دوماً في قلب الصراع من أجل الحرية والعدالة من معارك الثورة المهدية إلى اللحظة الراهنة، ظلت التعايشة عنواناً للثبات والموقف، لا تتلون ولا تتبدل بحسب الرياح، وإنما تنحاز دوماً لما يخدم الناس ويحررهم من ربقة الاستعباد السياسي.
معركة 15 أبريل كانت أكثر من مجرد مواجهة عسكرية؛ لقد كانت لحظة كشف تاريخية لزيف المركز القديم، ولغدر النخب المتسلقة التي خانت الوطن عندما شعرت بأن عهد الهيمنة يتهاوى، فاختارت الخيانة بدلاً عن المصالحة، والمؤامرة بدلاً عن التشارك ، إن قوات الدعم السريع لم تدخل هذه المعركة من أجل سلطة أو جاه، بل من أجل إعادة تعريف السلطة ذاتها أن تكون خادمة للشعب لا حاكمة عليه، وأن تكون الدولة ملكاً للجميع، لا رهينة في أيدي قِلة لا ترى في الآخرين إلا أدوات لخدمتها.
أيها الإخوة من التعايشة إننا نعلم أن هذه اللحظة مؤلمة، لأن السودان اليوم ينزف، لكننا نؤمن كذلك أنها لحظة تأسيس لقد انكسر حاجز الصمت، وتحرر الوعي الشعبي من قيوده، وآن الأوان لنُعيد بناء السودان على أساس عقد اجتماعي جديد، يُنهي مركزية السلطة ويعيد السلطة والثروة لأهلها، ويجعل من كل مكون شريكاً لا تابعاً.
نحن لا نبني مشروع التأسيس بوثائق مكتوبة في الفنادق، بل نبنيه من الميدان من المجتمعات، من إرث القبائل والقرى التي ظلت لعقود مهمشة، لكنها لم تتخل يوماً عن وطنيتها، فليكن هذا المشروع مشروع حكومة وحدة حقيقية، سلام عادل لا يُفرض من الخارج، بل يُصنع في الداخل، بمشاركة الجميع، دون إقصاء أو تمييز أو تفضيل.
الإدارة الأهلية في هذا السياق، ليست مكوناً ثانوياً ، بل هي ركيزة من ركائز الاستقرار ، لقد آن الأوان أن نعيد لها مكانتها، وأن نُحيي أدوارها في المصالحة، والتعبئة الوطنية، والحماية المجتمعية، بعيداً عن التوظيف السياسي الضيق.
وفي هذا المشروع التعايشة وكل القبائل السودانية مدعوة لأن تكون في طليعة الركب ، فأنتم أصحاب المواقف وحماة الأرض، ومخزون الوعي الجمعي، وركن من أركان المشروع الوطني الذي لا تكتمل صورته دونكم.
فلنتكاتف جميعاً كأبناء وطن واحد، ونتجاوز الجراح، ونُدرك أن ما بعد 15 أبريل لن يكون كما قبله ، فإما أن نبني السودان الذي نحلم به جميعاً ، أو نتركه للنخب التي لم تنتج غير الحروب والكراهية والانقسام ، ونحن نختار البناء، ونعول على قبائل مثل التعايشة لتكون في مقدمة الصفوف.
ثم اختتم الدكتور حديثه قائلاً التحية لكم والتحية للتاريخ النبيل الذي تمثلونه، والتحية لكل من صمد في وجه الطغيان، وآمن بأن السودان لا يُدار من فوق، بل يُبنى من القاعدة، من هنا و من الناس، من القرى، من المجتمعات الحقيقية.