تعليقاً علي مقال الدكتور مادبو حول اسئلة حول معايير الاختيار لرئيس الوزراء لحكومة تاسيس المرتقبة
فرانيس نيوز
تعليقاً علي مقال الدكتور مادبو حول اسئلة حول معايير الاختيار لرئيس الوزراء لحكومة تاسيس المرتقبة
بقلم : دكتور بخيت مريسيل رئيس حزب التحرير والعدالة الثوري
لا يختلف اثنان علي تميز الدكتور حذيفة أبو نوبة وتفرده خلال فترة توليه منصب رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، عرفناه عن قرب أثناء فترة الحرب في أرض الميدان بالخرطوم ، والتمسنا فيه صفات القائد الملهم الذي يستطيع أن يعبر بالسفينة الي بر الأمان،
فالأخ أبونوبة رغم حداثة سنة ،استطاع ان ينجز ما عجز عنه عمالقة وعلماء السياسة والعمل العام ،،
استطاع ابونوبة ان يجمع شتات وكيانات مبعثرة حوله خلال فترة قصيره جداً ، تجمعت حوله الكيانات ،السياسية والاعلامية، الاجتماعية والكتل وحركات النضال المسلحة ،والفئات المختلفة ،والعشائر والقبائل،فأصبح مركز الدائرة ونقطة التجمع والانطلاق ، وثمرة هذا التجمع النوعي هي انشاء المجلس الاستشاري العريض الذي تجاوزت عضويته المئات والالاف خلال عام واحد ، وكذلك تأسيس تحالف القوي المدنية المتحدة (قمم).
يتميز هذا الرجل بالهدوء والسكينة والوقار، قل ما ينفعل غاضباً اثناء تداول الرائ ، يجيد الاستماع في مجالسه ، ولديه قدرة تحمل للجلوس لتبادل الأفكار فائقه .
نرجع للمقارنة بينه وبين التعائشي أو ابراهيم المرغني ،رغم الوجاهة والشهرة التي يتمتع كلاهما بها ، ورغم التكدير السياسي والحنكة الإدارية والدراية ببواطن الأمور، والنضج السياسي ،بالإضافة للمشاركة التراكمية في الأنشطة الدولية والمحلية ، وكل الصفات التي عددها الدكتور مادبو في حق المرشحين في مقاله (مقام الترجيح لا التسكين)
الا أننا نرى أن الدكتور حذيفة أبو ابو نوبة هو الأرجح لقيادة دفة حكومة التأسيس، لما يتمع به من قاعدة جماهيرية سودانية قد تفوق جماهير المؤسس الدكتور حمدوك التي اتت به رئيساً لحكومة الثورة ، فنجاح الحكومة يحتاج لسند جماهير وشعبي كأسح وان الجماهير المؤيدة لترشيح دكتور حذيفة كفيلة بنجاح أي مشروع حتي وان توفرت فيه أسباب الفشل، كما أن فشل الدولة أو الحكومة يعتمد على البرنامج والاستراتيجية الموضوعة مسبقاً ، لا يعتمد على الوجاهة فقط.
فليس تبخيساً أو تقليلاً من إمكانيات ومؤهلات (التعايشي والمرغني )،ورغم ان معرفتنا بهم الشخصية معرفة عوام وغير لصيقة ،ولكن عايشنا تجاربهم السابقة ، فتجربة محمد حسن التعائشي في حكومة الثورة تضعه مع غيره بأنها تجربة فاشلة ، رغم التاييد الشعبي لحكومة الثورة التي قادتها قوي الحرية والتغيير الا انها لم تستطع أن تضع حداً للحرب واحلال السلام ، كما أنها لم تستطع أن تأتي باصلاحات جذرية ترتقي لطموحات الشعب الثائر ضد الظلم والفساد والهيمنة الإدارية والسياسية ،كما أن حكومة الحرية والتغير التي كان محمد حسن التعايشي احد عرابيها وقبطان سفينتها، كان الأمل معقوداً عليها ان تضع مشروعاً اقتصادياً ينهى الضائقة المعيشية ويعالج آثار التضخم وارتفاع الأسعار، ولكن الوضع اذاد سوءاً ،وتدهورت الأوضاع أكثر مما هي عليه ،
فحكومة الحريه والتغيير ،كان باستطاعتها تأسيس حلف سياسي قوي لا ينحني أمام جبروت الكيزان وكان بمقدورها ان تبني حائطاً لا تستطيع قوي الرده والظلام هدمة باعتبار ان جميع أو الغالبية الجماهيرية الشعبية العظمي داعمه ومساندة لبرامجهم ، ولكن رغم ذلك الاصطفاف الا أن حكومة الثورة تهالكت ثم تقسمت وتجزأت واخيراً أصبحت من الماضي ، وينطبق هذا أيضاً علي إبراهيم المرغني بحكم مشاركته للأخوان الأفشل تنظيما وحكماً ،،،
فالأسماء التي برزت لرئاسة مجلس وزراء حكومة التأسيس، نحترم نضالها ومساندتها لقضايا الهامش ،ولكن تجاربهم السابقة لا تعطيهم الامتيازات والافضلية في أختيارهم لرئاسة حكومة تأسيس التي يبدأ نظامها من الصفر ،يمكنهم ان يكونوا ضمن طاقم الدينمو المحرك لكن دون “الدرسكون”
فكثير من الساسة والناشطين يشكون في مقدرات الشباب والأجيال الصاعده في تولي المهام الجسام . ولكن الشباب هم صناع التغيير وطاقات متجدده ومتحمسه ،والأكثر مبادرة بعملية التغيير والتأسيس، ،،،،
فدعو التكبيل والتقييد لطاقات الشباب .. دعوها تزدهر ،فالسودان يحتاج لطاقات متجددة تلهم بعضها في سبيل التأسيس والبناء ، كما نحتاج لشباب مبادرين لديهم ايمان قاطع بعملية البناء والتأسيس، وهذه الصفات والأشياء نجدها في شخصية دكتور حذيفة أبو نوبة.. فإذا خضعت عملية الاختيار لرئاسة مجلس الوزراء للانتخاب لاخترناه وفوزناه دون غيره ، رغم رفضه لهذا المنصب او أي منصب بحكومة تاسيس.