البيان الختامي للملتقى الجامع للإدارات المدنية بالسودان

فرانيس نيوز

75

البيان الختامي للملتقى الجامع للإدارات المدنية بالسودان

فرانيس نيوز : الجنينة

بسم الله الرحمن الرحيم

المجلس الأعلى للإدرات المدنية، يحيي نضالات وتضحيات الشعوب السودانية في سعيها الدؤوب والمستمر نحو الحرية والسلام، ويترحم على أرواح الشهداء الذين مضوا من أجل أن نحيا بعزة وكرامة.

الرحمه والمغفره للشهداء الحرية والسلام والعدالة شهداء حرب 15 أبريل

شهداءنا من كل ارجاء السودان

من النيل الأزرق من الشمال من كردفان من الوسط من الخرطوم من دارفور

️. من هنا، من قاعة مجلس التأسيس المدني ولاية غرب دارفور في ختام الملتقى الجامع، الذي التأمت فيه الإدارات المدنية، من مختلف ولايات السودان ، بيان إلى مقام الشعب السوداني الحر والأبي، في القرى والبوادي والمدن، تأريخاً للموقف، وتأكيداً للعهد، وتخليداً للحظة فارقة من التأريخ، لحظة تستعيد فيها بلادنا قرارها، ويمتلك فيها الشعب زمام المبادرة، ويشرع في كتابة صفحة جديدة من التاريخ، بإرادة وطنية صادقة وحرة، دون وصاية أحد.

1️⃣الشعب السوداني العظيم، نخاطبكم اليوم، وقد أعلن تحالف “تأسيس” تشكيل حكومة السلام الانتقالية، بعد توافق جامع، ومشاورات واسعة، أختير خلالها القائد محمد حمدان دقلو رئيساً للمجلس الرئاسي، في خطوة تعبر عن رغبة وطنية صادقة، في الانتقال من مرحلة الاحتراب والتمزق، إلى عهد جديد، يؤسس للسلام والوحدة، والعدالة، فما تم اعلانه يوم أمس بمدينة نيالا، ليست مجرد حكومة انتقالية عادية، بل مشروع تأسيس جديد، يستمد شرعيته من الأرض والجماهير، والقوى الحية والفاعلة، المتحررة من وصاية النخب.

2️⃣. لقد تحمل السودانيون من الحروب والتهميش والانقلابات والخذلان والنفي والإبعاد، ما لن تقوى على حمله الجبال، ومن المؤكد أن كل هذه العذابات لم تكن أمراً قدرياً، وانما جاءت كنتيجة حتمية للفشل والتربص الذي مارسته الدولة القديمة بكافة اجهزتها وطبقاتها الحاكمة، واليوم يأتي رد الاعتبار عن كل هذه الجراح والتضحيات ، وستكون هذه الحكومة فرصة تاريخية لإنصاف الضحايا والمحرومين، والاعتراف بالحقوق التاريخية للشعوب السودانية، وإعادة كتابة تاريخ الدولة السودانية، من موقع الالتزام بالقيم العليا والمقاومة، لا من موائد المتفاوضين على أشلاء الوطن، إن تأييدنا ودعمنا لهذا المسار، هو تأييد لصبركم الذي تحول إلى وعي، ووعيكم الذي تحول إلى إرادة سياسية جامعة.

3️⃣. الشعب السوداني الصابر،إن صمتنا جيمعاً والذي تتطاول في السنوات الماضية، لم يكن خنوعاً، ولا تردد بل كان حكمة من يدرك متى يتكلم، وماذا يفعل، واليوم إذ نرى اختيار قادة حكومتنا، عبر التوافق السياسي والمجتمعي، فإننا نسمع في ذلك صوتكم الذي ظل يهمس في عقولنا وقلوبنا مراراً، حيث يقول، كفى تكراراً، كفى كذباً باسم الثورة، آن للسودان أن يتقدم، لا أن يدور في حلقة النخبة المغلقة.

4️⃣. من حق الجميع أن يحلموا بدولة تصون كرامتهم وانسانيتهم، وتحترم ثقافاتهم، ومؤسسات يتم تسخيرها لخدمتهم، وحكومات منهم وتعمل لأجلهم، ومن حق الشعب كذلك، اختيار قيادته المنحازة لقضاياه وآلالامه، فمن يعمل على مصادرة هذه الحقوق الأصيلة، هو عدونا وعدوكم، ستكون هذه الحكومة منحازة بالكامل للحرية الحقيقية، والعدل والسلام.

5️⃣ لقد قاومنا معاً الظلم بكافة أشكاله، من الدبابة والقتل والتنزيح والإبعاد ومصادرة الحقوق الدستورية إلى قانون الوجوه الغريبة والتشريعات المزيفة، واليوم بتشكيل الحكومة الانتقالية الشرعية في السودان، نؤكد أن هذا المسار الذي ارتضيناه لا يخيفنا، بل يقوينا، لأننا اخترنا أن نكون شجعاناً في اللحظات الضرورية والحاسمة، واخترنا الذهاب إلى الأمام، تجاه قضايا شعبنا، عِوضاً عن العودة إلى الوراء أو الوقوف عند محطة السودان القديم.

6️⃣ ندرك أنه لا سلام بلا عدالة، ولا وحدة بلا اعتراف، ولا أمن بلا استقرار سياسي، إن دعمنا لهذه الحكومة مرتبط وثيقاً، ببقائها على العهد مع الشهداء والضحايا، وعدم المساواة بين الجلاد والضحية، وتبني خيار المصالحة القائمة على الحقيقة والاعتراف ورد المظالم، والمحاكمات العادلة للعصابات الارهابية، التي اشعلت الحروب لسنوات طويلة، وآخرها حرب الخامس عشر من أبريل، ويجب ألا تنتهي هذه الجرائم أو تسقط بالتقادم.

7️⃣. أن حلمنا بوطن يتسع لجميع أبناءه، بدأ في التشكل، ليس عبر الوعود السياسية الفارغة، بل بخطوات عملية، بدأت بتوافق وطني وتشكيل تحالف عريض، ثم اختيار قائد له امتداد ميداني وشعبي على رأس المجلس الرئاسي، هذا الاختيار نرى فيه أفقاً للحلم، وبداية تأسيس لوطن لا يسمح لمن يحتقر الحلم أن يتقدم للحكم، بل من يحوله إلى طاقة تحترم التنوع وتكرس للعدالة.

8️⃣السودانيون الشرفاء

ونحن نسير معاً لرسم طريق الخلاص بخطى ثابتة وبصيرة منفتحة وصبر جميل، نؤكد أن هذه الحكومة لم تأت من فراغ، ولم تُفرض بإملاء من أحد، بل كانت ثمرة إرادة شعبية ناضجة، ومحصلة طبيعية لنضال طويل، من أجل الكرامة والعدالة والتوازن، نقف صفاً واحداً، لحراسة هذا التحول، ونتشارك في صناعته، كفاعلين أساسيين، مؤمنين بأن الدولة الحقيقية تُبنى من القاعدة لا من القمة، من صوت المواطن الحر، لا من رغبة الممسكين بالسلطة.

لم يكن الشعب السوداني يوماً خائناً لوطنه، ولا متقلباً في ولائه، بل كان وفياً للمبادئ القائمة على الحرية، والعدالة ، والكرامة، واليوم نبادله هذا الوفاء، ونعاهده أن يظل المجلس الأعلى للإدارات المدنية، حامياً لهذا المسار، وحارساً له من الانحراف، ومُذكراً له بمبادئه وقيمه، لا تابعاً، ولا صامتاً.

إننا في هذا المقام لا نرسل بياناً عابراً، بل نرسم موقفاً مبدئياً للتاريخ، نُسائل به أنفسنا في الغد، هل كنا في صف الوطن حين نادانا؟ أم تخاذلنا كما فعل الكثيرين، وسنواصل المسير معاً دعماً قوياً لهذه الحكومة التي جاءت بإرادت الشعب، ومع القائد الذي اختير بالرضا الشعبي لا بالعمل الفوقي، وسنراقب ونحمي هذه المرحلة لأنها الفرصة الأخيرة لبناء وطن جديد يحترم تنوعنا.

النضال مستمر والنصر أكيد

صادر عن

المجلس الأعلى للإدارات المدنية

الاحد : 28 يوليو 2025م*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.