في ذكرى الغدر والخيانة: أشاوس الدعم السريع،.. عامان من البسالة والملاحم الكبرى

91

في ذكرى الغدر والخيانة: أشاوس الدعم السريع… عامان من البسالة والملاحم الكبرى.

 

د/ حذيفة أبو نوبة

رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع

يصادف اليوم الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٥، مرور عامين على مغامرة ضباط القوات المسلحة المنتسبين للحركة الاسلامية، الهادفة لاستئصال قوات الدعم السريع من التراب السوداني، وهي ذكرى أليمة على الشعوب السودانية، التي فقدت أحباءها، في هذه المحرقة، التي تم إشعالها للقضاء على طموحاتهم وآمالهم في الحرية والكرامة، ١٥ أبريل تمثل كذلك أقصى درجات الغدر والخيانة على الأشاوس البواسل الشرفاء وقائدنا الفريق أول/ محمد حمدان دقلو، بعد أن قام الطاغية البرهان وحلفاؤه، بالتنصل من كل التزاماتهم المعلنة خلال العملية السياسية الجارية وقتها، وغدروا على حين غرة، بأبطالنا في معسكراتهم ومقراتهم، عبر الطيران والمدافع الثقيلة.

بعد مرور عامين على الحرب، أدرك جنرلات القوات المسلحة، وحلفاؤهم من الدواعش والفلنل، أن الدعم السريع ليس لقمة سائغة، يمكنهم ابتلاعها في لحظات أو أيام أو شهور، بعد أن سطر الأشاوس أروع الملاحم البطولية، دفاعاً عن النفس والقضية والحق الأصيل في الوجود والحياة، وجددوا فيها العهد والوعد والوفاء للمؤسسة وقائدها الهمام، فتسابقوا للموت كما لم يحبوا الحياة من قبل، وقدموا سلاسل مضيئة من الشهداء الأبرار والجرحى، ولقنوا الدواعش والفلول دورساً لن ينسوها في الثبات والإقدام والايمان بالقضية، في مشهد تراجيدي لم يكن يتصوره الخونة ولم يخطر ببالهم، حق لنا أن نزهوا بأبطالنا ونفاخر بهم بين الأمم.

انقضت عامان، أكد خلالها أشاوس الدعم السريع، بروحهم الفدائية، وقوة عزيمتهم، وصلابة شوكتهم، وقوامة وحِدة سيفهم الذي لم ينحني، وقوتهم التي لم تهزم خلال عامين من المسير فوق بحور الدم، والذي لن يتوقف حتى يوم النصر المبين، اليوم الذي يعزفون فيه الحان النصر المبين، ويعيدون فيه أمجاد الشهداء الكرام، وحقوق الأبرياء العزل الذين قضوا نحبهم بالطيران غدراً وهم نيام، لم تكن عامي الحرب رحلة مفروشة بالورود، بل كانت مسيرة مليئة بالتضحيات الجسام، فكل نصر تحقق، كانت خلفه العشرات بل المئات من القصص البطولية والملحمية، ومثلها من الدماء والتضحيات.

في هذا اليوم المشهود، نجدد العهد والوعد للأشاوس في كل مكان، ولقيادتنا الرشيدة، بالمضي قدماً في مشروع التغيير الجذري الشامل لأبنية الدولة القديمة، وهزيمة دولة الشر والدواعش، حاملين بندقيتنا الطويلة والحاسمة على يد، ومشروع التغيير المفضي لدولة جديدة وعادلة على اليد الأخرى، وأن قضيتنا العادلة لن تهزم، والنصر حليفنا باذن الله، الرحمة والمغفرة لأبطالنا الشهداء، والشفاء للجرحى، والعار والهزيمة للجبناء والأشرار، الذين تجردوا عن قيم الصدق والأمانة، وتسلحوا بسلاح الغدر والخيانة، وأبانوا عن سوءات تاريخهم المظلم والعقيم.

وفي هذا اليوم كذلك، نحيي كل الذين وقفوا معنا وآزرونا، ودعموا موقفنا، بالدم والمال والرأي والموقف، وناصروا الحق بالحق، لن ننسى موقفهم المبدئي والحاسم في اللحظات الحاسمة، والتحية كذلك لكل الذين واسونا في مصابنا وضمدوا جراحاتنا. نقول ليهم جميعاً انتم شركاءنا في الوطن والقضية، معاً سوف نبني وطن جديد يليق بتضحيات أبنائه، وسنقبر الدولة القديمة وسدنتها إلى الأبد، ذلك هو الوعد وتلك القضية، والمجد للسودان الحر ولشعوبه التواقه للحرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.