15 أبريل – ذكرى الحرب المنسية في السودان

✍️ عزالدين حسن عزو

37

15 أبريل – ذكرى الحرب المنسية في السودان

✍️ عزالدين حسن عزو

 

في مثل هذا اليوم، قبل عامين تمامًا، كان السودان نائمًا…

البيوت ساكنة، والناس في أمانهم، في دفء أسرّتهم، لا يعلمون أن تلك الليلة هي الأخيرة من الهدوء…

وأن صباح 15 أبريل 2023 سيكون بداية لأصعب أيام عرفها هذا الجيل.

 

اندلعت الحرب.

وانكسر الوطن.

تبعثرت العائلات، تهجّر الأطفال، فُقِد الأحباب، وضاع الأمان في لحظة.

سُرقت المدن، نُهبت الأحلام، وأصبح الخوف هو الغطاء الوحيد للمساء.

 

كانت البداية رصاص… ثم موت، ثم غياب.

الناس تسأل:

لماذا؟ إلى أين؟ ومتى ينتهي هذا الكابوس؟

لكن لا إجابة… فقط صمت العالم، وبكاء الصادقين.

 

السودان لم يمت، لكنه يتألم.

في هذه الذكرى، لا نُحيي الحرب، بل نُحيي الضحايا، الشهداء، الذاهبين بلا وداع، الصامدين في الظلام، واللاجئين في كل مكان.

تمر علينا الذكرى الثالثة لبداية الحرب، ونحن نعيش تحت ظرف إنساني بالغ القسوة، حرب لم تُبقِ شيئًا على حاله، أول ما قضت عليه هو أخلاق الناس. هذه الحرب كشفت ما كان مدفونًا في النفوس، وأظهرت معادن البشر على حقيقتها. لقد سقطت الأقنعة، وظهر زيف الشعارات، واتضح أن الإسلاميين – دون مواربة – هم أسوأ تجربة مرت على الدولة السودانية بما حملوه من تناقضات وخراب.

 

في ظل هذا الواقع، يصبح خروج المدنيين من الفاشر ومن مناطق الاشتباك واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مطلبًا إنسانيًا. المدنيون ليسوا طرفًا في هذه الحرب، ولا يجب أن يدفعوا ثمنها. وعلى كل من يملك ذرة من ضمير أن يرفع صوته للمطالبة بإخراجهم بسلام، وتأمين حياتهم.

نُحيي قلوبًا ما زالت تحلم بالسلام، بأمل العودة، بلحظة فرح تجمع الأحباب.

 

السودان سيعود…

ما دام فينا نفس، وفي قلوبنا إيمان، وفي عروقنا نبض يقول:

“ما لنا غيرك يا الله.”

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.