. في معني خطاب القائد حميدتي
عبدالرازق أنقابو،،،
. 4 يونيو 2025
بما أن خلاصة خطاب القائد العام لقوات الدعم السريع – ليلة أول البارحة، هي في إتجاه الجاهزية للحرب وتوسعها شمالا، فإن هذا لا يعني أن الجنرال حميدتي، هو مع فوضي إستمرار الحرب، وأنه دونما رؤيا لإيقافها! ولعل ما يدفع هذا القائد – مضطرا، للقول بذلك، إنما يرجع للنظرة العدائية والسياسة العدوانية التصعيدية التي تبنتها قيادة الجيش، وهي تهدد باستمرار الحرب – وفقا للشواهد والمؤشرات، الآتية:
أولا: عدم استجابتهم لأي مبادرة إقليمية او دولية، تدعو لإيقاف الحرب او لتوقيع أي هدنة فيها!
ثانيا: تهديدهم علانية باستمرار الحرب بقولهم – نصا: (ولو تستمر الحرب لمائة عاما، ولو يموت فيها (٤٨) مليون مواطنا)، بثلاث لاءات؛ لا تفاوض، لا سلام، ولا هدنة مع قوات الدعم السريع!
ثالثا: مراوغة البرهان – تحديدا، في عملية ابدائه قبول المبادرات ثم الرجوع عنها دون تحقيقها – بمقدار ما يعزز تجهيزاته ويخدم تحركاته ميدانيا لا غير! (مراجعة مقالنا: مع مكر البرهان لا يلدغ المؤمن من جحر مرتان)!
رابعا: توعد قيادة الجيش علانية بإبادة الدعم السريع – بإعدام اسراها وكل من يؤيدها، مع مواصلة قصف حواضنها الإجتماعية بالبراميل المتفجرة والمسيرات، في كل المدن والقري والبوادي الواقعة تحت جغرافية سيطرتها!
خامسا: انتظار قيادة الدعم السريع لما يزيد عن (١٧) شهرا، وهي تمد يدها للسلام، دون ان يحرك ذلك ساكنا عند قيادة الجيش، للاستجابة لنداء السلام، بحق الدين والأخلاق والإلتزام بالواجب الوطني، تجاه العباد والبلاد!
بهذه الشواهد الغير قابلة للانكار، وبرغم أنها لم تعط فرصة للطرف الثاني (الدعم السريع)، لاي مناورة يبتدر بها وقفا لاطلاق النار من جانبه – كما فعل ذلك، من ذي قبل، يكون الدعم السريع، قد مارس حقه الطبيعي، في التعامل بالمثل علي المثل: “إن عدتم، عدنا – سلما أو حربا”!
أما تصريحه بان الدعم السريع سيقوم بتحرير الأبيض، وان الحرب ستتجه إلي مدن الشمال – مطمئنا المواطنين بالبقاء داخل منازلهم، وبرغم أن الرجل مشهود له بصدق القول، فإن تصريحه بهذا الاطمئنان، يتضمن عدة رسائل، نجمل منها – الآتي:
أولا: الإثبات للمراقبين ولكل اهل السودان المغيبون بالخارج والداخل، بان قوات الدعم بعد هزيمتها الساحقة للجيش وقوات المشتركة وكتائب برائه بمحور الخوي-ام صميمة، بانها قادرة لمجابهة الجيش، بما يتجاوز الندية التي كان يتميز ويتفوق بها الجيش!
ثانيا: الايحاء بالمقارنة ما بين تعامل الجيش وتعامل الدعم السريع وان قائده علي توصيته الثابتة “بمراعاة المواطن ثم المواطن”، حيث يقوم الجيش والكتائب المرافقة بتنفيذ اعدامات تطبيقا “لقانون الوجوه الغريبة”، بحق المنتمون لعربي البلاد – عنصريا وجهويا، بينما لم ترتكب قوات الدعم باي اعتداءات ضد اتباع تنظيم الإخوان ولا متخلفي الجيش ولا بحق الجلابة المتخلفون ايضا بمناطق سيطرتها!
ثالثا: التأكيد علي التمسك بهدي السنة فيما يلي التعامل والمعاملة في الحرب، والتمسك بالقانون الدولي الإنساني وبمبادئ حقوق الإنسان، الداعية كلها للاحسان بالمواطن الأعزل!
رابعا: نفي العنصرية والجهوية عن قوي تحالف تأسيس السودان الجديد، وأنها تنظر خلافا لقيادة الجيش، بان جميع أهل السودان عندها علي مسافة واحدة، في الحقوق والواجبات، وتطبيق الأحكام والعقوبات!
أما فيما يلي فضحه لجمهورية مصر في تدخلها في الحرب – دعما وقتالا مع الجيش، خاصة في معركة الخوي، فهو رسالة واضحة لابعادها واستبعاد دورها كوسيط محتمل لأي مبادرة تتولها أو تكن جزءا فيها! وفي هذا السياق وهو يقول ان الجيش معه دول كبار وسلاح كيماوي واسلحة أخري متطورة، وهو يتوعد بالوصول إلي إقليم الشمالية، فإن الرجل، أن لم يكن يضمن ما يمكنه بالقول صراحة وعلانية باننا القوات التي تذهب للشمال هي دعم سريع، فإنه لن يجرؤ علي القول جزافا بذلك!
ختاما، وحتي لا يؤل قوله بأنه في خط الحرب، فيجب أن نؤكد للجميع أنه ليس مع إستمرار الحرب، بل هو مع الوقف العاجل للحرب في قوله تحديدا: عشان الحكاية ده تنتهي – الحرب! وذلك، علي المثل المألوف والمعروف عندنا: “أن النار، تطفيها الحريقة!”، اليس كذلك؟