السفير الكاذب… مندوب شلة بورتسودان يزوّر دماء الخرطوم
د.حذيفة ابو نوبة / رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع
السفير الكاذب… مندوب شلة بورتسودان يزوّر دماء الخرطوم
د.حذيفة ابو نوبة
رئيس المجلس الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع ..
في مشهد بائس يعكس انسلاخاً كاملاً عن ضمير الشعب السوداني، خرج حسن حامد، مندوب شلة بورتسودان إلى الأمم المتحدة، ليمارس دوراً أقرب إلى وظيفة “مكوجي سياسي” يغسل جرائم الطيش الإسلامي بعبارات دبلوماسية جوفاء، مُدعياً أن ما يُتداول عن الإعدامات الميدانية في الخرطوم ليس سوى أكاذيب منسوبة لمصادر مجهولة وكيانات موالية للدعم السريع ، متجاهلاً بل محتقراً، ما شاهده العالم بأعينه وما وثقته الكاميرات والهواتف والناجون الذين أفلتوا من مقصلة التنكيل بالهوية والانتماء الجغرافي.
السفير حسن حامد لا يتحدث باسم السودان، بل باسم سلطة متهالكة تدار من غرف مغلقة في بورتسودان، وتتحكم فيها قيادات أمنية ودعوية من بقايا النظام البائد، تتكئ على شعارات فارغة، بينما تدير أكبر ماكينة قتل وانتهاك لحقوق الإنسان في تاريخ السودان الحديث. تصريحاته ليست إلا محاولة يائسة لتغطية الجرائم التي ارتكبها طيش الحركة الإسلامية في أحياء جنوب الخرطوم وغربها، والتي استهدفت أبناء الهامش تحديداً، في عمليات تطهير وترويع بشعة ، لقد أُعدم شباب عُزّل، لا لذنب إلا لأنهم يتكلمون بلهجة غير مرغوبة، أو يحملون ملامح لا تشبه تلك التي ترتضيها ماكينة القمع الموروثة من ثلاثين عاماً من الظلم.
الجثث التي وُجدت مقيدة الأيدي، والمقابر الجماعية التي اكتُشفت، وصور الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب أو في إعدامات ميدانية بدم بارد، كلها حقائق لم تخرج من خيال “الكيانات الموالية” كما يزعم السفير، بل من فم الأرض السودانية الموجوعة، ومن دموع الأمهات، ومن فزع الأطفال، ومن أنين من نجا من براثن الجريمة لكنه لم ينجُ من مشاهدها.
حسن حامد ليس دبلوماسياً محايداً ولا صوتاً للحقيقة، بل مجرد بوق مفضوح لشلة بورتسودان التي تحكم بالوكالة عن العقل القديم للحركة الإسلامية، والتي لا تمانع في تبرير القتل والتشريد والتطهير العرقي من أجل إعادة عقارب الساعة إلى زمن التمكين والبطش. خطابه في جنيف لا يمثل الدولة السودانية، بل يمثل رواية الجلاد، فيما لا يزال صوت الضحية غائباً عن المحافل الدولية.
على المجتمع الدولي، وعلى المفوض السامي لحقوق الإنسان، أن يتوقفوا عن الاستماع لهؤلاء المجرمين وهم يرتدون ثياب الدبلوماسية، ويمنحون أنفسهم حصانة تمثيل شعب هم أول من قتله ومزّق نسيجه وشرّد أهله ، إذا كان هناك أي احترام للعدالة، فعلى الأمم المتحدة أن تفتح قنوات موازية، تنقل صوت الضحايا من معسكرات النزوح ومنازل الحزن، لا من فنادق بورتسودان.
من يقتل الناس لا يمثلهم ، ومن ينكر الجرائم لا يستحق أن يُمنح منبراً ، ومن يشرعن للقتل باسم السيادة والجيش، إنما يشارك في الجريمة ويطلب من العالم أن يغض الطرف ، لكن الحقيقة مهما طال حجبها، ستنفجر في وجوههم ذات يوم، وتبصق على كل من زوّر الدم وسوّق للكذب.